نبذة عن لباس سيدى احمد بن محمد التجانى رضى الله عنه

نبذة عن لباس سيدى احمد بن محمد التجانى رضى الله عنه
نبذة بسيطه حول لباس سيدنا رضى الله عنه من كتاب كنز المعارف لسيدى احمد سكيرج رضى الله عنه مع قليل من التصرف .
كانت عمامته قدس سره على ما بلغنا على لسان الثقة من الثوب المعروف بالمطيب , وهذا الثوب كاد ان ينقطع , وهو من الكتان الغليظ ذات عشر اذرع, ويكورهاعلى قلنسوة حمراء من تحتها قلنسوة بيضاء , ويغرز طرفها بإبرة حتى لا تنحل ويلف عليها حبلا رقيقا من الوبر على عادة اهل الشرف الوطنى , وقد تبركت بحبل من الحبال التى كان يلف بها عمامته وجعلته على رأسى ولويته على عنقى . وذكر سيدى العربى بن السائح إن سيدنا الشيخ رضى الله عنه يخيط عمامته من وراء لئلا تشغله فى الصلاة اذا أنفكت , وهى شقة كامله من الثوب الرفيع . وكان رضى الله عنه يجعل عليها طيلسانا شالا يسدله على راسه ويمر به تحت حنكيه وعنقه الشريف , وربما لف عليه حبله الوبرى وربما لف الحبل فوق لية حائكه . وكان رضى الله عنه يجعل فى بعض الاحيان حرزا بين ليات عمامته لسر باطنى يقصده بذالك . ومما بلغنا عنه انه رضى الله عنه وضع عمامته يوما بجانبه وهو عند الحجام , فرأى سيدى الحاج على إملاس عمامة سيدنا رضى الله عنه فجعلها فوق راسه ليتبرك بها , فبمجرد جعلها عليه احس بخروج عينيه من موضعهما من فرط ما حملته من السر , ثم جعل يديه عليها وصار يصيح , فرآه سيدنا رضى الله عنه فقال له ما حملك على هذا ؟ ونزعها من راسه وصار يطلب له من الله اللطف لئلا تتلف عيناه من فرط التجلى الذى حصل له وبقى مريضا مدة الى ان شفاه الله تعالى. وكان سيدنا رضى الله عنه يلبس سلهاما من الوبر فى بعض الاحيان وفى بعض الاوقات يلبسه من الصوف يدخله فى عنقه ولا يجعله على عاتقه من غير ان يدخله فى عنقه, ويضرب بطرفه على راسه لتغطية وجهه عندما يريد ان لا يرى احد وجهه , وبالاخص عند مروره بين النسوان وقت زيارته ووعظه لهن . ولون برنسه البياض , وكان يتخيل لى انه اسود , ولا يبعد ان يكون عنده . وله برنس كذالك من صبغة الرحمان , واما لون الوبر فهو معروف وكان يلبسه سفراً وحضراً , ولباس البرنس من لباس السلف الصالح , ففى العتبية قال مالك : سمعت عبد الله بن ابى بكر وكان من العباد واهل الفضل يقول: ما ادركت الناس إلا ولهم ثوبان برنس يغدو به وخميصة يروح بها . قال القاضى ابو الوليد ابن رشد : البرانس ثياب فى شكل الغفائر عندنا مفتوحة من امام تلبس على الثياب فى البرد والمطر , واما الخمائص فهى اكسية من صوف كانت من لباس الاشراف فى ارض العرب , كما كان له رضى الله عنه كساء يلتحف بها وكان يعقد طرفها بحزامه حتى لا تنحل عن كتفه , وكانت من النوع الرفيع والسدى الرقيق المتنافس فى عمله للاكابر. أما نعله رضى الله عنه كانت من النعال المعروفة عندنا بفأس بالنعال المشيطة وهى الجنس الرفيع من النعال فى وقته تشابه النعل الشريف فى الهيئة , فكان رضى الله عنه يلبسها مدة قليلة ثم يلتمس الاصحاب منه ان يتحفهم بها فيلبس بدلها جديدا رضى الله عنه كل الرضى وداوا بمنه قلوبنا المرضى .